زواج القاصرات في أمريكا بين الحقيقة و النفاق
الحصاد 24: أمل الزيتوني
حين يتعلق الامر بالمرأة ، فأمريكا تنهج سياسة مزدوجة مثيرة للقرف .. تسن بيمينها قوانينا تحفظ للنساء حقوقهن و انسانيتهن، و تروج بشمالها لصورة المرأة/السلعة ، العبدة الجنسية المهووسة بعمليات التجميل و النفخ و التسمين و التنحيف !
استفزني مؤخرا نفاق وسائل الاعلام الامريكية في التعامل مع ‘فضيحة جنسية’ للمدعو جارد فوغل ، و هو متحدث رسمي باسم احدى اشهر سلسلة مطاعم سريعة.. السيد فوغل متورط في اقامة علاقات جنسية رضائية مع قاصرات تتراوح اعمارهن بين 16 و 17 سنة .. يواجه حكما بالسجن تصل مدته لاكثر من ثلاثين سنة..
انقضت الميديا الامريكية بشراسة على الرجل و كأنه ‘قاتل كينيدي’ .. وصفته بابشع النعوت من المنحرف جنسيا الى البيدوفيل الى المجرم الخطير ..
نفس الميديا تروج بشدة و افتخار لمراهقات متعريات يمارسن حريتهن الجنسية بلا قيود .. نجمات البوب الامريكي ك بريتني سبيرز ، كريستينا اغليرا ، مايلي سايرس و اخريات ، روجن في بداية مراهقتهن لصورة الفتاة الامريكية الشقية الشبقة ، الباحثة عن المتعة العابرة .. بل الأدهى من ذلك ، هي عملية تمجيد ‘حمل المراهقات’ خارج اطار الزواج من خلال برامج مخصصة لهذه الظاهرة المقيتة ، كبرنامج Teen Moms..
كيف يستقيم اعتبار المراهقة طفلة قاصر قانونيا ، في حين تعتبر الثقافة الامريكية ان المراهقة سلعة جنسية مطلوبة في سوق المتعة ؟
كيف تجرم القوانين الامريكية زواج القاصرات ، لتتساهل مع حملهن خارج مؤسسة الزواج ؟
انه النفاق الامريكي في ابهى حلله .. نفاق جعل ‘جارد فوغل’ يصرخ أمس في المحكمة قائلا: ‘ دعوني و شأني ! لقد مارست الجنس مع نساء ناضجات عمرهن 17 عشر عاما ! هن لسن بالطفلات ! ‘ .