أخر الأخبارحصاد العالم

بن سلمان يشتري أغلى قصر في العالم بعد شرائه لأغلى يخت ولوحة

الحصاد 24 – وكالات

كُشف النقاب أخيرا عن هوية مالك أغلى منزل في العالم، وهو الخبر الذي كان قد شغل وسائل الإعلام العالمية.

المنزل الذي يسمى كذلك مجازا ما هو إلا قصر الملك لويس الرابع عشر الواقع في لوفسيان قرب باريس والذي بيع قبل سنتين بثلاثمئة مليون دولار.

أما المالك السعيد بحسب ما كشفته صحيفة النيويورك تايمز، فما هو إلا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي اشتراه سنة 2015، أي حين تولى والده سلمان بن عبد العزيز الحكم ملكا على عرش السعودية بعد وفاة الملك عبد الله.

قصر ويخت ولوحة..
وبهذا ونظرا لتاريخ إبرام الصفقة، يكون القصر الذي كان يوما لمن لأبرز ملوك فرنسا الملقب بالملك الشمس، باكورةَ مقتنيات الأمير الشاب الذي اشترى العام الماضي يختا قيمته 500 مليون دولار وأعاد الكرة قبل شهر بشرائه عبر وسيط لوحة المسيح للرسام الإيطالي النابغة ليوناردو دافنشي بسعر يقدر 450 مليون دولار. رغم أنه لم يؤكد ملكيته للوحة التي وجدت لها طريقا لتستقر على أحد جدران متحف اللوفر أبو ظبي.

القصر الفرنسي للأمير يتربع على مساحة 23.06708 هكتارا أو أكثر من 230 ألف و670 متر مربع تحيط به طبيعة خلابة وتتوسّطه نافورة مطليّة بالذهب.

وقد صرح بروس ريدل وهو محلل سابق لدى وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي إي لصحيفة نيويورك تايمز أن “ولي العهد السعودي أراد أن يعطي صورة إيجابية عن نفسه بأنه رجل ناجح ومختلف وإصلاحي على الأقل من الناحية الاجتماعية. لكن مثل هذه الصفقات تشكل ضربة لهذه الصورة”.

الصحيفة التي اطلعت على مجموعة من الأوراق والوثائق قالت إن قصة شراء قصر لويس الرابع عشر تشبه رواية بوليسية بطلها محام من لوكسمبوغ وشخصية أخرى من مالطا.

وقد وردت أخبار تفيد بأن النجمة كيم كارداشيان زارت القصر ونُقل عنها أنها كانت تريد أن تقيم فيه حفل زفافها على كين ويست.

وتقول النيويورك تايمز إن القصر تقف وراءه شركات وهمية توجد في فرنسا ولوكسمبورغ وتعود ملكيتها لشركة سعودية اسمها إيت إينفاستمنت كومبني تديرها مؤسسة الخاصة للأمير محمد بن سلمان.

وتكشف الصحيفة أن مستشارين لدى العائلة المالكة في السعودية قالوا إن القصر تعود ملكيته للأمير الشاب.

شركة إيت اينفاستمنت هي نفسُها التي أشرفت على صفقة اليخت (134,12 متر) الذي اشتراه ولي العهد السعودي العام الماضي من رجل أعمال روسي كما أنها اشترت مؤخرا قصرا قرب باريس بمساحة 2,509,050 متر مربع (620 فدان).

حيث يتم إعادة تأهيل المكان الذي ينتظر أن يستعمل أيضا لممارسة هواية الصيد بسحب التصاريح المستخرجة ومصالح البلدية تقول الصحيفة الأمريكية.

أما قصر بن سلمان الجديد فقد أعاد بناءه عام 2009 المطور العقاري السعودي عماد خاشقجي وهو ابن أخ الملياردير الراحل وتاجر السلاح عدنان خاشقجي بعد أن قام بهدم القصر القديم الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع عشر وبالتزامن النسبي مع بناء قصر فيرساي الشهير درّة العمارة الملكية الفرنسية.

وقد تم تزويد القصر بجميع محاسن تكنولوجيا القرن الواحد والعشرين.

تماثيل وغرفة تحت الماء ومخزن للنبيذ وصالة سينما و40 كاميرا تنقل ما يجري في العالم كله
حيث رُكّبت الأضواء على النوافير وأجهزة صوتية بالإضافة إلى مكيفات صامتة يمكن التحكم فيه عن بعد بواسطة جهاز آيفون.

ويوجد بالقصر نحو 40 كاميرا للمراقبة عالية التقنية حيث يمكنها نقل ما تصوره في شتى أنحاء العالم عبر جهاز آيباد، بالإضافة إلى تزويد القصر بنظام إنذار عالمي بمقاييس عالية المستوى.

كما يوجد بالقصر صالة سينما ومخزن للنبيذ ولوحة جدارية على السقف بالإضافة إلى حوض للأسماك تتوسّطه غرفة من زجاج تحيط بها المياه من كل جانب.

كما يوجد بالقصر تمثال للملك لويس الرابع عشر تم نحته من رخام كارارا.

أما الجدران فتحوي رسومات من وحي رسومات الفنان مايكل أنجيلو الموجودة في كنيسة سيستين بالفاتيكان أما التماثيل فهي مطعّمة بصفائح الذهب.

قصر وإنفاق وأسئلة..
ثمة نقطتان تثير الانتباه في صفقة الشراء هذه.

فما يحتوي عليه القصر من تماثيل ومخزن للنبيذ ورسومات يتعارض مع ما دأبت عليه السعودية في تطبيقها الصارم لتعالمي الشريعة الإسلامية حيث تعتبر التصوير حراما وتمنع وجود أي تماثيل مجسدة للإنسان ناهيك عن وجود مخزن النبيذ نفسه بينما يحرّم الإسلام شرب الخمر.

أما النقطة الثانية فهي قيمة الإنفاق في بلد يعاني صعوبات مالية ويحارب الفساد.

فبهذا الكشف يكون الأمير الشاب قد أنفق لحسابه الشخصي وفي ثلاث صفقات فقط ما قيمته مليار وربع مليار دولار في غضون ثلاث سنوات.

يحدث هذا في وقت اتخذ فيه ولي العهد السعودي من التقشف ومحاربة الفساد عنوانا للعهد الجديد الذي يمثله منذ صعوده الصاروخي بعد تسلم والده الملك سلمان 81 عاما مقاليد السلطة قبل ثلاث سنوات.

وتحت هذا العنوان تحديدا، قام باحتجاز نحو مئتي أمير ورجل أعمال في فندق الريتز كارلتون في الرياض من بينهم ابن عمه الأمير والملياردير الوليد بن طلال تحت شبهة الفساد واستغلال النفوذ.

ويُتوقع أن يستعيد نحو 100 مليار دولار ضمن صفقات التسوية مع المحتجزين بحسب ما كشف عنه محمد بن سلمان نفسه.

ومن شأن الكشف عن هوية مالك القصر الأغلى في العالم إذا أن يثير تساؤلات عدة في الداخل والخارج بشأن الإنفاق داخل الأسرة المالكة.

فبالإضافة إلى ما أنفقه ولي العهد على قصر لويس الرابع عشر واليخت ولوحة المسيح، كلفت الإجازة الصيفية الأخيرة للملك سلمان في المغرب ما يقرب من 100 مليون دولار لتكون بذلك أغلى إجازة في العالم ناهيك عن القصر الذي بناه قبل ذلك في مدينة طنجة المغربية العام الماضي.

فهذا الإنفاق السخي يتعارض مع الظرف المالي الصعب الذي تعيشه البلاد. فالمملكة ترزح تحت وطأة عجز اقتصادي بسبب انهيار أسعار النفط ما اضطرها العام الماضي لإلغاء مشروعات بقيمة 250 مليار دولار كما حاولت الحكومة الحد من عجز الميزانية عبر اعتماد سياسة تقشفية.

كما أن الصعوبات المالية قد فاقمتها الحرب التي تقودها السعودية باسم استعادة الشرعية في اليمن والتي كان الأمير الشاب هو عرّابَها وقائدَها باعتباره وزيرا للدفاع.

فقد أنفقت المملكة أكثر من 87 مليار ونصف مليار دولار نحو منذ شن الحرب على أفقر بلد في العالم أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص إضافة إلى تفشي الجوع وسوء التغذية والأمراض والأوبئة كوباء الكوليرا الذي حصد أرواح أكثر من 2000 شخص في أربعة أشهر فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى