باع شاحنته في أمريكا.. ليجدها في ساحة القتال بسوريا!
الحصاد 24 – متابعة
مارك أوبر هولتزر، صاحب محل لتجارة الأدوات الصحية في تكساس، رجل في الستين من عمره، يقول أنه لا يعرف عن داعش سوى مايراه في الإعلام.. ولم تؤثر على حياته يوما إلا قبل أسابيع حين بدأت المكالمات الهاتفية تنهار عليه من كل أصقاع العالم، شتائم وتهديدات حولت حياته الى جحيم.
وحين تقصى عن السبب وجد أن رقم هاتفه واسمه المكتوب على سيارته التي أعادها الى الشركة ليشتري أخرى جديده، هذه الشاحنة وصلت الى داعش وظهرت على شاشات التلفزيون يستقلها بعض الارهابين وعليها “قاذفة صواريخ”، كما جاء في الأندبندت أو “رشاش رباعي” كما يتضح بالصورة..
مارك الذي لم يستوعب القصة اضطر الى البحث ليجد فيديو السيارة ويتأكد بنفسه من الأمر، حين رأى شاحنته كما هي دون تغييرات تذكر، حيث قامت الوكالة “حسب الجريدة” بإعادة بيع الشاحنة لأول مشتر لها.. والغريب أن تظهر الشاحنة في “حلب السورية”..
ومن خلال متابعة أوراق السيارة تقول الأندبنت أنها “بيعت في أمريكا لشخص شحنها الى تركيا، ومن هناك فقد أثر الشاحنة حتى ساعة ظهورها في حلب”.
يقول مارك أنه “قرر استبدال سيارته بأخرى حديثة الطراز، وبعد الاتفاق مع الوكالة سلمها الشاحنة التي تحمل اسم الشركة ورقم الهاتف، والعنوان، وبقية التفاصيل، بعد أن وعدته الشركة بإعادة طلائها وإصلاحها ومن ثم بيعها أنها لم تفعل”.
وبعد أن أنهى إجراءاته ومضى الى حياته، بدأت حياته تتدهور وبدأ الخوف يدب اليه من خلال ظهور السيارة على شاشات التلفزة “الأمر الذي اضطر مارك الى مقاضاة الشركة بعد أن هدد بالقتل، واستدعي من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف. بي. أي) للتأكد من مدى تورطه في دعم داعش..”
وقال مارك أوبر هولتزر، صاحب شركة مارك للسباكة في مدينة تكساس، إنه باع شاحنته الصغيرة في اكتوبر عام 2013 وإنه صدم لرؤية صورتها في وسائل التواصل الاجتماعي.
وطلب أوبر هولتزر في دعواه تعويضا قدره مليون دولار قائلا إنه اضطر إلى حمل السلاح لحماية نفسه وإنه خضع لاستجواب من جانب محققي وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الاتحادي.
وجاء في الدعوى أن جماعة تطلق على نفسها اسم أنصار الدين نشرت الصورة في تغريدة في دجنبر عام 2014 وقالت إن الشاحنة استخدمت ضد الحكومة السورية في حلب. ولم يتضح وقت نشر الصورة تحديدا هوية المشاركين.
وقالت الدعوى التي رفعت أمام المحكمة الابتدائية لمقاطعة هاريس كاونتي في هيوستون “بنهاية اليوم كان مكتب مارك وهاتف العمل لمارك والهاتف المحمول الشخصي لمارك تلقى أكثر من ألف مكالمة هاتفية من شتى أنحاء البلاد.”
وذكرت أن الاتصالات كانت تحوي في معظمها تهديات بالعنف والاضرار بالملكية بل والقتل أيضا. وكان بعض المتصلين يغنون بالعربية أو يصرخون بكلمات نابية على من يجيب عليهم.
وجاء في الدعوى أن شركة السباكة المعنية باعت عشر شاحنات صغيرة لعدد من التجار في تكساس وأن المتبع هو إزالة كل الشعارات الموجودة على الشاحنة قبل بيعها.
وذكرت الدعوى أن أوبر هولتزر باع الشاحنة لشارلي توماس فورد، الذي يزاول نشاطا تجاريا في هيوستون من خلال شركة اسمها أوتونيشن فورد جلف فريواي. وقال له ممثلو التاجر إنهم سيزيلون الشعارات الموجودة على الشاحنة بمعرفتهم لأن لديهم طريقة أفضل لانجاز تلك المهمة دون الاضرار بدهان الشاحنة.
وجاء في الدعوى أن الشاحنة بيعت بدلا من ذلك بكل العلامات التي كانت عليها وشحنت إلى تركيا حيث اشتراها المتشددون.
مارك اليوم يطالب بمليون دولار كتعويض عما لحق به من أضرار معنوية، واضطرابات ومخاوف .. ولكن حتى هذه الساعة لم يتحدث أحد .. كيف وصلت السيارة الى تركيا، وكيف عبرت منها الى “حلب”، سيما أن عبورها تزامن مع نفي تركي دائم ” لأستخدام أراضيها كجهة تمويل ودعم لداعش” .. مارك وسيارته يؤكدان بطلان المزاعم التركية..